اسبوع الموضه في الرياض - Riyadh Fashion Week

‏27 نوفمبر 2025 الأخبار
اسبوع الموضه في الرياض - Riyadh Fashion Week
مشاركة

انطلقت فعاليات اليوم الأول من أسبوع الموضة بالرياض 2025 وسط أجواء من الرقي والهدوء، مع لحظات من الترقب قبل رفع الستار عن أول العروض، شهد الحدث حضورًا مميزًا من عشاق الموضة والمصورين والنقاد، حيث تركزت الأنظار على منصة العرض لمتابعة انطلاقة الموسم الجديد

لم يكن هذا اليوم مجرد عرض أزياء، كان مثّل منصة للتعبير عن الإبداع السعودي، حيث قدم كل مصمم رؤيته الفنية الخاصة من خلال تصاميمه، قصّاته، وخياره للألوان والخامات، حمل اليوم الأول مجموعة متنوعة من الحكايات، حيث قدّمت كل مجموعة تجربة فريدة تعكس الفن والذوق الرفيع، وتنقل المشاعر والأفكار من المصممين إلى الجمهور بأسلوب متقن..

 

تيما عابد | مجموعة “فوضى"

من جدة، ومن قلب خبرة 20 سنة في عالم الموضة، تيما عابد اسمها صار علامة مميزة، هذا الموسم افتتحت تيما أسبوع الأزياء في الرياض بمجموعتها الجديدة “فوضى” واللي كانت أكثر من مجرد عرض أزياء، كانت رحلة صادقة لمشاعرها بعد فقدان والدتها رحمها الله..

الحزن والفقد، هالمشاعر اللي كثير من الفنانين يستلهمون منها أعمالهم، سواء في اللوحات أو القصائد أو حتى الأزياء، كانت عند تيما مصدر قوة، مجموعة “فوضى” حاولت ترجمة كل هذا الألم والفوضى الداخلية اللي عاشتها بعد وفاة والدتها، وتحويلها لمصدر إلهام يصنع فنًا يُعرض على منصة الأزياء

كل قطعة من المجموعة تحكي قصة: القصات الهندسية الدقيقة، الألوان القاتمة، التفاصيل الصغيرة اللي كأنها تنبض بمشاعر الفقد، تيما عابد استخدمت كل خيط وإبرة لتجسيد الحزن بطريقة صادقة، حتى القارئ أو المشاهد يحس وكأنه يشاركها تلك اللحظات.

تيما قالت:

“هذه المجموعة لكل من انحنوا على خيط وإبرة، ومرارة الغياب تبتلع أصواتهم”

في مجموعة فوضى .. تذكرنا بأن الفن الحقيقي يخرج من الألم، وأن الإبداع أحيانًا يولد من أعمق اللحظات الإنسانية.

 

"عدنان أكبر | مجموعة “إرث الواحة

ننتقل لجدة، حيث دار عدنان أكبر، أحد أقدم وأعرق دور الأزياء في السعودية، تأسست في السبعينيات على يد المصمم عدنان أكبر، واليوم بقيادة ابنته أضوى أكبر تكشف الدار عن مجموعتها الجديدة “إرث الواحة”

المجموعة مستلهمة من الصحراء وتحولها من أرض ساكنة إلى واحة تنبض بالحياة، كل لون وكل تفصيلة فيها تحكي قصة: الترابية والموكا كبداية تمثل البدايات، الخضرة الزيتونية ترمز للنمو، وأخيرًا التطريزات المعدنية التي تعكس ضوء الشمس على الرمال، كأنها تحاكي انعكاس الحياة وسط الصحراء..

التفاصيل الدقيقة والابتكار في كل تصميم جعلت المجموعة مو بس أزياء، بل رحلة حسية بصرية، تعكس التوازن بين التراث والحداثة، بين الماضي والحاضر “إرث الواحة” يذكرنا بأن كل تفصيلة صغيرة تحمل معنى، وكل خط خياطة يحمل روح الدار وعراقتها، وكل قطعة هي جزء من قصة كبيرة عن الصحراء، الجذور، والهوية السعودية.

 

"أتيليه حكايات | مجموعة “تذكرة إلى المسرح

ختام اليوم الأول من أسبوع الأزياء بالرياض 2025 كان مع الشقيقتين عبير وعلياء عريف ،أتيليه حكايات دايمًا يمزج بين الأزياء الراقية والملابس الجاهزة الفاخرة بطريقة فنية، وكل مجموعة من مجموعاته تحكي حكاية شخصية، مليانة ذكريات وعواطف..

هالموسم قدموا لنا “تذكرة إلى المسرح” مجموعة تأخذنا في رحلة للمسرح بكل تفاصيله، من الأضواء الأمامية للكواليس خلف الستار، ومن الشغف وراء الضوء لحلم الوقوف على الخشبة

الدراما كانت حاضرة في كل عنصر من عناصر العرض: عارضة تحمل فانوس بإطار لامع، أخرى تنظر لانعكاسها على المرآة، وثالثة تستعمل منظار المسرح، كل هذه الأدوات المسرحية استخدمت بأسلوب أنثوي وأنيق، يعطي شعورًا بالتجربة الحقيقية على المسرح، سواء للجمهور أو للفنان نفسه..

المجموعة وظفت تاريخ المسرح بشكل جميل، خصوصًا من خلال الياقات المكشكشة، المستوحاة من أزياء المهرجين في المسارح الأوروبية بالقرن السابع عشر، وتنورة حمراء كبيرة تذكر بستائر المسرح وكيف تتحرك عند الفتح والإغلاق، كل هذه التفاصيل جعلت المجموعة حية ومفعمة بالحركة..
 

أقمشة منقطة بالقلوب، كشكشات، ألوان رومانسية، الأحمر الذي اختتم به العرض، كلها عناصر تبرز الطابع الدرامي والرومانسي الذي يميز أتيليه حكايات .. المجموعة هي شهادة على شغف عبير وعلياء عريف بالسرد القصصي، حيث كل قطعة تحكي جزءًا من حكاية لا تنتهي، وتؤكد أن الفن والإبداع ليس لهما حدود.

 

عرض فيفيان ويستوود في أسبوع الموضة بالرياض 2025: لقاء بين التراث السعودي والأناقة البريطانية

في قلب واحة النخيل بالرياض، شهدنا لحظة تاريخية في عالم الموضة: أول عرض أزياء تقدمه دار فيفيان ويستوود في الشرق الأوسط، بالتعاون مع مؤسسة “فنون التراث” السعودية، هذا التعاون المثمر جمع بين الحرفية السعودية الأصيلة والأناقة البريطانية الرفيعة، مُقدّماً مجموعة فساتين حصرية صُمّمت خصيصًا لهذه المناسبة

تُظهر هذه المجموعة التزام الدار بالحفاظ على التراث الثقافي، حيث تم تطريز كل فستان يدويًا بواسطة حرفيين سعوديين،هذه الحرفية اليدوية أضافت عمقًا وجمالًا لكل قطعة، مما جعلها أكثر من مجرد ملابس، بل أعمال فنية تُعبّر عن هوية وثقافة غنية

 

 

 

وعد العقيلي | مجموعة “يامال”

في عرض وعد العقيلي تحوّل البحر من عنصر طبيعي إلى ذاكرة حية،  كل قطعة في مجموعة “يامال” كانت بمثابة خيط يربط الحاضر بماضٍ من اللؤلؤ والغوص، من مهنٍ شكّلت وجدان السواحل السعودية، وأصواتٍ كانت تصدح بالأمل على موجٍ لا يهدأ

من النظرة الأولى يمكن إدراك أن المجموعة ليست عن البحر بقدر ما هي عن العلاقة بين الإنسان والمجهول

الأقمشة المنسابة، درجات الأزرق والبيج والفضي، كلها تشكّل لوحة تُعيد تفسير بيئةٍ كاملة — بيئةٍ كانت فيها المغامرة ضرورة، لا خيار

وعد لم تنقل الرموز بحرفيتها، بل قرأت معناها الداخلي: اللؤلؤ كصبرٍ متجسّد، البحر كذاكرةٍ جمعية، والأهازيج كإيقاع للحياة

عباءة “أم السمكة” كانت نقطة ارتكاز المجموعة — تصميم يستدعي الموروث النسائي في المنطقة الشرقية، لكنه يُعيد صياغته بروح معاصرة

القَصّة المائلة، والتدرّج اللوني الذي يحاكي انعكاس الضوء على سطح الماء، كلها تفاصيل تحيل إلى حرفة يدوية تُمارس بإحساسٍ أكثر من كونها تقنية..

 

التعاون مع الفنانة سارة العبدلي أضاف بعدًا بصريًا مهمًا: الرسم اليدوي على القماش جعل من العباءة لوحة متحركة تُعيد الحياة إلى تفاصيل النهّامين والغواصين، وكأن الأزياء نفسها صارت أرشيفًا بصريًا لذاكرة الساحل..

العمل على الأقمشة كان أقرب إلى تجربة مختبرية دقيقة: صباغة متدرجة تعكس بريق الأصداف، تطريز بخيوط اللؤلؤ وأمّ اللؤلؤ، ومعالجة سطحية بالشمع والمعجون اللؤلؤي لخلق ملمسٍ ضوئي يتفاعل مع الحركة..

هذه التقنية أوجدت تناقضًا جميلًا بين هشاشة القماش وصلابة الضوء — توازن لم يكن زينةً بقدر ما كان فلسفة تصميم..

المجوهرات جاءت امتدادًا للفكرة ذاتها

استلهامها من ميزان اللؤلؤ التقليدي منحها بعدًا رمزيًا؛ كأن وعد أرادت أن تقول إن الاتزان بين الحرفة والخيال هو ما يصنع الجمال

وبعض الاكسسوارات بالتعاون مع العلامة السعودية OFA

 

أما “الهامة” فكانت حوارًا بصريًا بين نجد والساحل — قطعة تربط رموز الأنوثة السعودية بلمعان البحر وتكشف رغبة المصممة في توحيد ثقافات المكان داخل سرد بصري واحد

الكورسيه المصنوع من صفائح أمّ اللؤلؤ بدا وكأنه طبقة دفاعية أنثوية، يلتقط الضوء كما يلتقط التاريخ نفسه في كل زاوية

في النهاية “يامال” ليست عن الماضي بقدر ما هي عن الذاكرة كفعلٍ مستمر،المجموعة تنظر للتراث بوصفه مادة حيّة، تتنفّس وتتغيّر مع كل جيل

وعد العقيلي لم تصنع عرضًا مستوحى من البحر؛ بل صنعت عرضًا يعيش البحر بكل تناقضاته — الصمت، العمق، والخطر — وحوّلته إلى لغة خياطةٍ تكتب التاريخ من جديد

 

Abadia | مجموعة «The Dive»

في قلب عرض Abadia انطلقت الرحلة من ما هو ملموس إلى ما هو رمزي، من الطقس إلى الهوية، من الحِرفة إلى الأداء — فتجلّت مجموعة «The Dive» كوثيقة بصريّة تجسد التحوّل والعمق بروح سعودية حديثة

الافتتاح: طقسٌ درامي لأداء وذاكرة

بدأ العرض بأداء حي للفنانة مناير، أطلقت من خلاله حركة سامرية وقصّة انتظار، مستوحاة من حكاية نساء ينتظرن البحّارة بعد رحلة الغوص الطويلة. في تلك اللحظة، لم يكن الجمهور مجرد متلقٍ، بل شاهدٌ على طقسٍ ثقافي:

  • الأغنية الأولى: «جزا البارحة» – تعبّر عن حالة الترقّب والغياب، عن العين التي أُخليت من النوم وعن الزمان الذي مرّ بلا خبر

  • الأغنية الثانية: «تحثوت. وعجزت وأنا أتحدر المضت فيني قصر» – تحمل في مطلعها صرخة الحُزن والأسى، لتؤسس لحظة سقوط، أو لحظة مواجهة الذات

  • الأغنية الثالثة: «ابشري يا عين جابوا لك خبر» – لحظة الفرح والخلاص، حيث تتغيّر الدورة وتعود البحّارة، وتُستعاد الوحدة
     

هذا التسلسل كان بمثابة مسار درامي في العرض: من الغياب إلى الرجوع، ومن الصبر إلى الاحتفاء

بهذا الافتتاح، صارت القطع القادمة ليست مجرد ملابس، بل فصولاً في حكاية، والجمهور ليس متابعًا فقط، بل مشاركًا في لحظة تحوّل

في «The Dive» لم تكتف المصمّمة شهد الشهيل بتوظيف قصّات أنيقة أو أقمشة فاخرة، بل صمّمت بناءً سرديّاً:

  • القصّات انطلقت من الانسيابية — طبقات متداخلة، حركات تتذاكى كأن القماش يغوص ويصعد
     

  • الخامات والتقنيات: تطريز السدو استخدم كعنصر يشير إلى الحِرفة السعودية، لكن مصمّم برؤية معاصرة؛ الفروة والمعاطف الكلاسيكية أعيدت قراءتها في ضوء الحركة والتجريد — ليس للتنويع فقط، بل لتسليط الضوء على الدقائق التي تشكّل الحرف
     

  • المواد والهوية: كما ورد، المجموعة مستوحاة من قصة جدّها الذي خاض البحر لإثبات النضج والمسؤولية، ما يجعلها أكثر من مجرد مجموعة موسمية — إنها تأمل في كيف يُصاغ الانتقال إلى الكبار، في سياق أنثوي، في زمن يتحول فيه التراث إلى مصطلح حياة
    شهد الشهيل، من خلال المجموعة، أعادت تعريف العلاقة بين التراث والحداثة، وقدمت رؤية تخلط بين الأناقة الراقية والدفء الإنساني.

 

أشواق المرشد | مجموعة "الأصالة"

في عرض أشواق المرشد ضمن أسبوع الرياض للأزياء 2025، كانت “الأصالة” واضحة منذ الإطلالة الأولى، المجموعة ركّزت على دمج الأناقة الراقية مع التفاصيل التراثية بطريقة سلسة وعملية، بحيث كل قطعة تحمل لمستها الفنية الخاصة، من القماش إلى التطريز

الأقمشة كانت منسدلة بخفة على الحركة، تعكس انسيابية التصميم، مع ألوان ناعمة ومتدرجة بين الوردي الفاتح والمخمل والفرو ما خلق إحساساً بالهدوء 

القصّات كانت منسقة بعناية لتعكس حركة الجسم بشكل طبيعي، مع الانتباه إلى التفاصيل مثل الأكمام المكشّشة، وتداخل الطبقات، والخياطة التي تمنح القطعة صلابة وأناقة في الوقت نفسه..بعض القطع اعتمدت على لمسات دقيقة من الخامات اللامعة أو التطريز الخفيف لإضفاء لمسة عصرية، لكن دون أن تفقد روح التراث السعودي في الأسلوب والزخارف

المجموعة برزت أيضًا في تنوعها بين الأزياء الجاهزة والراقية، ما يجعلها مناسبة للعرض وفي نفس الوقت قابلة للاستخدام الواقعي، دون أن تفقد حضورها الفني هذا التوازن بين العملية والفخامة هو ما يميز أعمال أشواق المرشد، ويجعل كل قطعة في “الأصالة” قابلة للقراءة على مستويات متعددة: جمال بصري، احترام للحرفة، وانسيابية تصميمية

في النهاية، “الأصالة” قدمت عرضاً واضحاً ومباشراً عن هوية الدار: تصميم متقن، تفاصيل دقيقة، وأناقة سعودية عصرية، بدون حاجة إلى مبالغة أو شعارات، ما جعل المشاهد يركز على كل قطعة ويقدّر الحِرفة والفكرة وراءها


 

ArAm of the Sea | مجموعة “Aram”

افتتح العرض على صوت بوق السفينة، حين ظهر القبطان ببدلة من قماش الميدراس يحمل بين يديه نموذجين للسفينة الفاخرة، كأنها قلب المجموعة النابض، الذي يحمل في تفاصيله روح البحر الأحمر وتراث أهل الساحل. الميدراس هنا ليست مجرد زي، بل رمز لفوطة أو وزرة الصيادين في ينبع والخليج، الذين لطالما ارتدوها بطريقة اللف المميز، مردّدين أناشيد البحر التي كانت توحّد الإيقاع وتخفف عناء الصيد.

بعد ظهور القبطان، دخل بعض من طاقم السفينة، ليبدأ المشهد في رسم صورة عالمية من المغامرة والفخامة، وبعدهم ظهر الركاب باختلاف جنسياتهم واهتماماتهم، كل واحد يمثل شخصية مختلفة: رجل أعمال، المرأة الأرستقراطية، المتزلج، الشباب المغامر، الغواص (الدايفر)، لتتحوّل المنصة إلى رحلة متكاملة بين الخيال والواقع. ومن بين هذه الشخصيات، وُجدت رمزية أهل البحر والصيادين، ليظل التراث حاضرًا وسط الحداثة والفخامة.

المجموعة ليست مجرد أزياء، بل تجربة متعددة الحواس: سفينتها الفاخرة تشمل مرافق لا تشبه أي عرض آخر — مكتبة ذات قاع زجاجي، مسبح للتزلج المائي، معرض فن ولوحات سعودية، وغرفة البالوت التي تحمل كل تفاصيل التراث المحلي..

 

 حتى رقم الغرفة في العرض لم يكن عشوائيًا: 1932/23/09، تذكيرًا بعام تأسيس المملكة، ليصبح التاريخ جزءًا من التجربة اليومية للمجموعة

 

أما الفعاليات، فهي امتداد للتجربة الثقافية والفاخرة:

  • الليلة الفلكلورية تعرض التراث السعودي الأصيل.

  • تذوق التمور — تجربة أكثر عمقًا من أي تذوق للنبيذ، لتقدير أجود أنواع التمور المحلية.

  • ورشة صناعة العطور وماء الورد الطائفي، لتعليم فن التقطير التقليدي.

  • الخط العربي، العود والقانون، تجربة VR للعلا ورحلة عبر التاريخ.

  • الطبخ المحلي بالمنتجات السعودية، السينما، والسهر تحت النجوم مع حكايا البدو.
     

الأزياء نفسها مستوحاة من هذه الرحلة: الميدراس، الكروشيه، تطريزات مستوحاة من أحاجي البحر، وألوان مستلهمة من الرمال والأفق الأزرق للبحر الأحمر..كل قطعة تحمل لمسة من الفخامة العالمية، لكنها تبقى متصلة بالتراث المحلي، قوائم الطعام والمرافق كلها مزجت بين المحلي والعالمي، لتعكس توجهات ثقافية متكاملة: السينما، الموسيقى، الرياضة، الخط العربي، الحرف اليدوية، الاستدامة باستخدام منتجات محلية، وكل ذلك ضمن رؤية مشاريع البحر الأحمر والسياحة في السعودية

 

القطع الخاصة شهدت أيضًا تعاونات مميزة:

  • مع هيفاء الحميد لابتكار أحذية محدودة،

  • و3 قطع بالتعاون مع The Lab، المصنع الجديد التابع لـهيئة الأزياء، ما يعكس دمج الإبداع المحلي مع الإنتاج المعاصر.
     

في النهاية، مجموعة ArAm of the Sea لم تكن مجرد عرض أزياء، بل رحلة كاملة داخل عالم خيالي وفخم، حيث البحر، التراث، الفخامة، والابتكار يتلاقون..كل تفصيل من القماش إلى رقم الغرفة، ومن تجربة التمور إلى ورش العطور، يحكي قصة المملكة، ويعيد تعريف تجربة الأزياء السعودية كفن متعدد الحواس، يربط الماضي بالحاضر بطريقة استثنائية.

 

ريم الكنهل | مجموعة “تحية”

ريم الكنهل في مجموعة “تحية” لم تقدم أزياء فقط، بل سرد بصري وملموس للذاكرة النسائية السعودية كان عودة للذاكرة، لمنازل نجد القديمة، ولجدّات كنّ يصنعون أناقتهم من تفاصيل بسيطة لكن خالدة، كل طبقة وكل تفصيلة تحمل أثر جدتها الكبرى..

من أول نظرة، تشوف إن المجموعة تعتمد على لغة الطبقات — تول “المنيخل” الناعم ينساب فوق القطن المخطط، وكأن الهواء نفسه يشارك في التصميم.. الخامات تتحاور بصمت: خفّة التول توازن صلابة البوبلين، والديباج الهادئ يضيف لمعة تشبه الضوء على جدران الطين وقت المغيب

سروال “خط البلدة” يطل بخطوطه الدقيقة من بين الطبقات، في تحية مباشرة لملابس نساء نجد القديمة، كان في الماضي قطعة داخلية، رمز للخصوصية والستر، لكنها هنا تتحول إلى تفصيل بصري قوي، يُظهر كيف تتحول الذاكرة إلى موضة، وكيف يمكن للجذور أن تكون عصرية إذا أُعيدت بذكاء

أما الكُرْتَه — هذي القطعة التي كانت ترتديها النساء فوق ملابسهم في البيوت النجدية — فقد ظهرت في المجموعة بشكل جديد تمامًا: قصّات أكثر انسيابية، أكمام قابلة للفصل، وتفاصيل دقيقة على الياقات، كأنها تحكي عن توازن بين الحشمة والجرأة، بين الماضي وعيون الحاضر

الذهب اللي ارتدته العارضات ما كان مجرد إكسسوار، كان رمز للذاكرة، الحلي النجدية الثقيلة – العقود، الخلاخل، والأساور – صارت هنا عنصر مكمل للهوية

المجموعة فكرتها تقوم على التغيير والتفكيك الطبقات لعبت دور كبير، كل قطعة تقدر تفصلها أو تدمجها مع غيرها، أغلب القطع العلوية تقدر تفصل عنها الأكمام، وكل قطعة ممكن تنسقها بأكثر من طريقة

ريم الكنهل ما أعادت تشكيل التراث، بل أعادت احترامه. في كل قطعة من “تحية” في حوار بين الجيل القديم والحديث، بين سروال “خط البلدة” وكعبٍ ذهبي حديث، بين تل المنيخل الشفاف وتطريز يدوي متقن، بين الكرتة القديمة وتفصيل يليق بعصر اليوم

عرض المجموعة أعاد تعريف الذكريات السعودية حيث كل قطعة، كل طبقة، وكل حركة من العارضات كانت وسيلة لتصوير الحرية، الأناقة، والتعبير الشخصي. ريم الكنهل لم تصمّم مجرد أزياء، بل حوّلت التراث إلى لغة متحركة، قابلة للارتداء، خالدة ومعاصرة في الوقت نفسه

 

هجرس | إعادة الحياة لما نُسي

في عرض هجرس الأخير، كل شي كان يتمحور حول فكرة وحدة: إعادة الحياة للي تم نسيانه..

المجموعة أخذتنا في رحلة بين الأقمشة القديمة اللي انتركت، والقصص اللي كانت على الهامش، وقدرت تحوّلها لبداية جديدة مليانة وعي وجمال.

هجرس ما تتعامل مع الاستدامة كموضة مؤقتة، بل كأسلوب حياة، وطريقة تفكير تظهر بكل تفصيلة من تصميماتها.

القطع كانت مزيج بين الفخامة والدراما — خامات غنية مثل الفراء الصناعي، الصوف، وتفاصيل بالخياطة الطبقية تعطي حضور قوي، بس برقي..

مشاركتهم في أسبوع الرياض للأزياء للعام الثالث ما كانت مجرد عرض، كانت رسالة واضحة عن الإبداع السعودي اللي بدأ يلقى صوته العالمي ، المجموعة أيضًا كانت احتفال بالذات والجرأة

من خلال المجموعة، هجرس تقول إن الموضة مو بس لبس، بل حكاية عن الذاكرة، والهوية، والرغبة في البدايات الجديدة

 

قرمز | “هبت شمالية” 

 رحلة بين التراث والحداثة

كان عرض قرمز هذا الموسم في Riyadh Fashion Week أكثر من مجرد أزياء، كان تجربة حسية كاملة تربط الماضي بالحاضر، وتخلّي الحضور يعيش التراث السعودي بطريقة معاصرة. اسم المجموعة “هبت شمالية”، والافتتاحية كانت شاعرية جدًا: عزف الربابة على أغنية “يامحلى الفنجال مع سيحة البال”

المجموعة مستوحاة من نوري الشعلان، ليس كشخص، لكن كرمز لعصر كان فيه الوجود كرامة، وكان الزي هوية، كل تصميم في العرض يحاكي هذه الرؤية: الملابس تحمل رموز وتراث سعودي أصيل، ومع كل حركة للعروض تحس بالجو والتراث يتنفس من خلال القطع نفسها

دخل العارض ببشت الجاعد، وهو يمثل طقوس السعوديين في الشتاء ودفء الصحراء، الحركة كانت محسوبة بدقة: خطوة خطوة، البشت يتحرك مع العارض، يعطي إحساس بالهيبة والفخامة، ويهيئ الجمهور لتلقي كل القطع بعده، من أول لحظة، الحضور صاروا متصلين بالعرض، يحسون بالهوية قبل حتى ما تظهر بقية الأزياء..

العرض قدم الفراوي، البشوت، والجبه، كلها بألوان مستوحاة من رمال الصحراء، مع حضور قوي للون القرمزي الذي كان يبرز كعنصر محوري يربط المجموعة كلها مع بعض.. اللون القرمزي ما كان بس لون، كان قوة، دفء، وحضور بصري 

الرموز السعودية التقليدية كانت واضحة جدًا:

  • السيوف والعصي: أعطت إحساس بالقوة والفروسية، وحسست الجمهور بالانتماء للتراث..

  • السلوقي: لم يكن مجرد رمز، لكنه انعكس في حركة الأقمشة، التطريزات، والإكسسوارات، يعكس القوة والرشاقة..

  • البخور: أعطى بعد حسي للعرض، ما تخليه بس بصري، لكن يشملك حاسة الشم، ويخلي التجربة كاملة..

  • القاعدة/الجاعد: أعطت إحساس بالدفء والحميمية، وربطت الجمهور بالعرض بطريقة مباشرة..

حتى الإكسسوارات كانت مدروسة بعناية: حقيبة الهيله والدلم، ظهرت بأحجام وألوان مختلفة، أعطت بعد عملي وأناقة، وربطت القطع كلها ببعض بطريقة سلسة.. كل حقيبة، كل حجم، كل لون يحكي جزء من القصة ويكمل الرحلة البصرية للمجموعة

ما يميز عرض قرمز هو التوازن بين التراث والحداثة، كل حركة للعروض، كل قطعة، كل رمز، وكل تفصيلة في الأقمشة محسوبة لتروي قصة السعودية بطريقة معاصرة وحية..اللون القرمزي كان محور بصري يربط كل القطع، والبخور والسلوقي والقاعدة ما كانوا مجرد عناصر ثانوية، بل كانوا جزء من لغة العرض، تخلي التجربة حسية كاملة، تحس فيها كل تفاصيل التراث وتعيشها مع كل خطوة على المنصة

 

أخيراً..

تحية لكل من وقف وراء الكواليس وخلّى كل عرض يطلع على أحسن صورة

الستايلست اللي تركوا بصمتهم بخفة، وأكملوا لغة المصممين بلمسة واعية وذوق عالي..

تحية لـ سلطان الملحة اللي نسّق عرض قرمز بكل توازن بين الفخامة والروح السعودية،

ولتعاونه مع أشواق المرشد اللي دايم تعرف كيف تخلي التفاصيل تحكي بطريقتها.

ولـ العنود السويلم اللي أضافت لمسة ذوق رايقة على عرض منى الشبل،

ولـ نوف النملة اللي تعرف تمامًا كيف تكمّل أسلوب ريم الكنهل بهدوء وأناقة

وكذلك روان كتوعه، اللي أظهرت روح وعد العقيلي بستايل جريء وواثق،

كلهم اشتغلوا بشغف واضح، ورفعوا مستوى التنسيق كجزء أساسي من مشهد رياض فاشن ويك

 

في الختام .. تثبت المملكة من جديد حضورها القوي على خارطة الأزياء العالمية، من خلال تمكين المصممين السعوديين وتقديم عروض تجمع بين الأصالة والابتكار. حدث يؤكد أن مستقبل الموضة في السعودية لم يعد وعدًا، بل واقعًا يتشكل بخطوات واثقة، تدفع الصناعة نحو آفاق أوسع وأكثر تأثيرًا.